ماهر خليل- صنعاء -
يزخر اليمن بكنوز حضارية ومعالم أثرية عريقة، كما يتميز بشعب كريم ومضياف يرحب بك أينما حللت ويناديك لاكتشاف بلد كان مهدا لحضارات ترى بصمتها حتى الآن في وجوه الناس وتعاملهم وعاداتهم المتوارثة.
لكن كل هذا المخزون الحضاري والثقافي لم يقابله تدفق سياحي بشكل يتناسب مع ثرائه وقيمته. ويعود ذلك لأسباب عديدة بحسب ما أوضحه وزير السياحة اليمني نبيل حسن الفقيه في لقاء خاص مع الجزيرة نت.
يقول الفقيه إن عوامل عديدة تقف حجر عثرة أمام تطور السياحة في بلاده أبرزها غياب الوعي لدى المواطن بقيمة هذا القطاع في تحسين وضعه الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة له تنمي مداخليه.
ويلفت الفقيه إلى أن الدولة تسعى عبر خطط على المديين المتوسط والبعيد إلى بث الوعي لدى المجتمع المدني بقيمة السياحة وإدماج المواطن في الفوائد المباشرة لهذا القطاع.
ظاهرة الاختطاف
ويعتبر الوزير ظاهرة الاختطاف عاملا آخر يؤثر على سمعة البلاد كوجهة سياحية. ويقول إنها تنعكس سلبا على البرامج الترويجية حيث إن هذه الظاهرة "ذات دوافع سياسية أساسا وتهدف للتقليل من هيبة الدولة دون إدراك عميق لمخاطرها".
ويوضح الفقيه في هذا السياق أن قوانين جديدة للحد من حمل وحيازة السلاح دخلت حيز التنفيذ، إضافة إلى توعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة على سمعة البلاد وتقديم كل المتورطين فيها للعدالة.
وتروج في وسائل الإعلام المحلية حملات دعائية واسعة بغية توعية اليمنيين بأهمية السياحة وحماية المعالم الأثرية. ويعاني اليمن من سرقات منظمة للآثار تقف وراءها شبكات متخصصة في التنقيب والتهريب.
أرخبيل سقطرى
وإلى جانب السياحة الثقافية التي تميز اليمن، فإن للبيئة نصيبها أيضا. فقد انضم أرخبيل سقطرى منذ أيام للائحة التراث الإنساني للمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
ويمثل هذا الأرخبيل الواقع جنوب خليج عدن قبالة القرن الأفريقي إحدى المنظومات البيئية الفريدة على وجه البسيطة. ويقول الفقيه إن هذا الانضمام يعود إلى جهود كبيرة بذلت لتلبية شروط اليونسكو، إضافة إلى ما تزخر به هذه المحمية الطبيعية من تنوع بحري ونباتي.
ويضيف الوزير اليمني أن برامج سياحية تسويقية هي بصدد الإعداد حاليا وتشمل اليمين عموما والأرخبيل بصفة خاصة، مشيرا إلى أن فيلما وثائقيا تسويقيا خاصا بسقطرى مدته 12 دقيقة سيبث قريبا على محطات غربية وعربية.
جزيرة آسرة
وتمتد سقطرى على مساحة قدرها نحو 2300 كم2 ويقطنها نحو 80 ألف ساكن يمارس أغلبهم مهنة الصيد. وتتمتع الجزيرة بشواطئ خلابة ومناظر طبيعية آسرة و200 نوع من النباتات النادرة أبرزها شجرة دم الأخوين.
ويتابع الوزير أن الهيئة العامة للبيئة هي المسؤول المباشر عن الأرخبيل وأن الطلبات الأجنبية التي تتهافت على اليمن بهدف الاستثمار السياحي فيه مازالت في طور الدراسة لأن "الأهم بالنسبة لنا هو المحافظة على هذا الكنز البيئي من أي ضرر قد يلحق به".
ويضيف الفقيه أن "تصنيف الأرخبيل تراثا إنسانيا يعتبر إنجازا مهما لكن المحافظة على هذا الإنجاز هو الأمر الذي نسعى لتأمينه من خلال تقنين أي استثمار بجزر الأرخبيل وإعداد كراس شروط يلزم كل طرف بمسؤولياته".
يشار إلى أن الأرخبيل يحوي فندقين صغيرين فقط لكنه يتوفر على بنية تحتية متكاملة من الطرقات والموانئ، وفيه مطار يربطه بالعاصمة صنعاء برحلتين أسبوعيا تؤمنهما الخطوط الجوية اليمنية.
ويتمتع الأرخبيل إلى جانب التنوع الحضاري والبيئي بطقس معتدل في مختلف أشهر السنة، إضافة إلى أسعار معيشية في متناول جميع الفئات الاجتماعية.
*المصدر: الجزيرة